احجز الآن

+ 961 1 759637

خذ رعاية جيدة منها
إلتهاب الجفن (Blepharitis)

إلتهاب الجفن (Blepharitis)  

 

يصيب التهاب الجفن عادة القسم من الجفن المحيط بالرموش، وهو ينتج في معظم الأحيان عن خلل في الغدد الزيتية الواقعة قرب جذور الرموش. تلتهب هذه الغدد لتولّد الاحمرار والحرقة والحاجة إلى الحك في حواف الجفن، بالإضافة إلى جفاف العين واحمرارها.

والتهاب الجفن نوعان، أولهما التهاب الجفن الأمامي الذي يصيب الجزء الخارجي من الجفن ويظهر عادةً بسبب الجراثيم (العنقودية) أو قشرة الرأس. أما النوع الثاني، فهو التهاب الجفن الخلفي وهو يصيب الجزء الداخلي من الجفن نتيجة علة في الغدد الزيتية (غدد الجفن الميبومية Meibomian gland disease). كما قد يتسبب بهذا الالتهاب مرضان جلديان هما قشرة الرأس (إلتهاب الجلد المثي)، والعد الوردي (acne rosacea) الذي يؤدي إلى احمرار الجلد والتهابه ويُبرز الأوعية الدموية فيه. وينتج عن التهاب الجفن الخلفي تجمع الزيت الذي تفرزه غدد ميبوميوس فيها بسبب سماكته وتراجع نوعيته. يغطي هذا الزيت عادة غشاء الدمع في العين مانعاً تبخّره السريع. إلا أن تجمّعه في غدد ميبوميوس (Meibomian glands) ينتج ركوداً ويسمح لجراثيم العين بالتفاعل معه، الأمر الذي يسبّب الحرقة في العين والدماع والحساسية للضوء. كما يؤدي تراجع كمّية الزيت في العين إلى تبخّر الدمع السريع، مولّداً جفاف العين. وتصحب الجفاف مجموعة أعراض تشمل الحرقة والشعور بوجود جسم غريب داخل العين واحمرارها.

[مراجعة الصور: الوجه المصاب بالعد الوردي، وغشاء الدمع المغطى بطبقة زيتية، وحواف الجفن الحمراء]

Schematic image of the eye and the tear film
معالجة إلتهاب الجفن

المحافظة على نظافة الجفن

 

من الضروري الحفاظ على نظافة الجفن والتخلص من أية قشور تكسوه في كلتي الحالتين، وخاصة عند الإصابة بالتهاب الجفن الأمامي. لهذا الغرض، توضَع الكمادات الدافئة على الجفن مرة أو اثنين كلّ يوم لحلّ القشور، ثم يُغسل الجفن ويُفرك بمزيج من الماء الساخن وشامبو الأطفال، بواسطة شاش أو قطن الأذنين أو بالأصبع. كما يستطيع المريض شراء مسحة طبية لهذا الغرض من الصيدلية من دون الحصول على وصفة طبية، واستعمالها مرتين في اليوم لفرك العين ثم غسلها بالماء الساخن. وغالباً ما يضطر المريض إلى التنبه لنظافة جفنيه باستمرار مدى الحياة. أما في حالات الالتهاب الشديد، فقد يصف الطبيب للمريض بالإضافة إلى ذلك قطرات المضادات الحيوية وقطرات الستيرويدات. هذا ويطلب إلى المريض المصاب بالتهاب الجفن الخلفي تدليك الجفن بغية إخراج الزيت المتكدس في غدد الجفن الميبومية. ويسهّل هذه المهمة وضع الكمادات الساخنة على العين مدة معيّنة قبل بدء التدليك. هذا ويساعد غسل الوجه والعينين بالماء الساخن مرتين في اليوم، ثم تدليك الجفن، في زيادة الزيت سيولةً بغية إخراجه من العين. وأخيراً، يُنصح المرضى الذين يعانون أيضاً من العد الوردي، باللجوء إلى طبيب الجلد ليعالج حالتهم.

 

المضادات الحيوية الموضعية

 

يساهم استعمال مرهم يحتوي على المضادات الحيوية في التحكم بكمية الجراثيم التي تتفاعل مع إفرازات الزيت، والتي تتسبّب بالحكّ وبالحساسية للضوء وبالاحمرار وبغيرها من الأعراض.

 

قطرات الترطيب

 

لا يداوي علاج التهاب الجفن الداء الأساسي هذا فحسب، بل يعالج أيضاً الأمراض الثانوية الناتجة عنه، وأهمها جفاف العين. لهذا الغرض، يتمّ وصف قطرات الترطيب للمريض، فيستعمل إما قطرات ترطيب تحتوي على المواد الحافظة أو قطرات خالية منها. ويقطّر أولهما أربع مرات في اليوم كحدّ أقصى، بينما يستطيع تقطير قطرات الترطيب الخالية من المواد الحافظة كلما أراد وبحسب حدة الأعراض. وتجدر الإشارة إلى أن قطرات الترطيب المحتوية على المواد الحافظة متوفرة بالجرعات النموذجية لقطرات العين (ويبلغ حجمها عادة 10 أو 15 ملّيلتراً). بينما تتوفّر قطرات الترطيب الخالية من المواد الحافظة بجرعات صغيرة يمكن استعمالها مرة أو اثنين في اليوم الواحد، على أن تُرمى في نهايته. كما تتوفر هذه القطرات في قوارير خاصة مزوّدة بمرشحة صغيرة أو بصمام أحادي الاتجاه بغية منع الجراثيم من دخولها.

 

الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم

 

دوكسي سيكلين (Doxycycline) والأدوية المشابهة له

دوكسي سيكلين هو في الأصل مضاد حيوي، تبيّن أنّه يوقف تراجع إفرازات الزيت في الجفن ويخفّف التهاب العين ويحدّ الجراثيم المقيمة في العين والمتفاعلة مع إفرازات الزيت. لذلك، أصبح يشكّل علاجاً لالتهاب الجفن، يصفه الطبيب للمصابين بالتهاب متوسط أو حاد كعلاجٍ أولي لعدة أشهر. إلا أنه من الممكن إعادة استعماله أحياناً لفترات قصيرة بغية الحدّ من تفاقم التهاب الجفن.

 

قطرات الستيرويدات الحديثة

 

تُستعمل قطرات الستيرويدات الحديثة لفترة قصيرة بغية الخروج من دوامة المرض التي يقع فيها ذوو الحالات الحادة أو المتوسطة، والتي تنطلق من التهاب الجفن إلى الإصابة ثم إلى الالتهاب وبعده إلى جفاف العين، لتعود منه إلى التهاب الجفن. وغالباً ما تُستعمل المضادات الحيوية في الوقت نفسه للحد من الجراثيم التي تتفاعل مع إفرازات الزيت. كما تُقطَّر هذه القطرات أحياناً في خلال العلاج بهدف التحكّم بالالتهاب عند تفاقم حالة المريض وخروجها عن السيطرة. غير أن استعمال قطرات الستيرويدات لفترة معيّنة قد يولّد الماء الأبيض أو الغلوكوما، وهي بالتالي لا تُباع إلا بوصفة طبية. وتتوفر اليوم، ولحسن الحظ، قطرات الستيرويدات الحديثة التي نادراً ما تؤدي إلى الماء الأبيض أو الغلوكوما، والتي تهدئ العين إلى حدّ كبير. فيصفها الطبيب للمريض عند الحاجة، ولا يمكن شراؤها من دون وصفة. ومن هذه القطرات الحديثة، قطرة اللوتبرندول loteprednol التي قد تُستعمل مع التوبراميسين tobramycin (من نوع زيلت Zylet®) وهو مضاد حيوي.

 

الغذاء والمكملات الغذائية

 

من المعروف أنّ تناول الوجبات الغنية بالحمض الدهني أوميغا 3 المتوفّر في زيت السمك، بالإضافة إلى الوجبات الغنية بزيت الكتان على الأخص، يساهم في تقليص التهاب الجفن وتحسين نوعية إفرازات غدد الجفن الميبومية الزيتية. وبالتالي، يتقوى غشاء الدمع في العين وتتحسّن حالة المريض. وتتوفر الجرعات المطلوبة من هذين الزيتين في حبوب من المكملات الغذائية صُمِّمت خصيصاً لمرضى جفاف العين، تساعدهم في العلاج كما تأتي  بالإفادة لصحّتهم بشكل عام. ومن هذه المكملات، جبوب الجل (softgel) ثيرا تيرز نيوترشن TheraTears Nutrition® (http://www.theratears.com/documents/nutri_supfact.pdf). هذا وقد يختار المريض مكملاً عذائياً آخر أو يؤمّن المقدار المناسب من الأوميغا 3 المتوفّر في زيت السمك (450 مليغراماً من حمض الايكوسابنتينويك EPA و300 مليغرام من حمض دوكوساهيكسانويك DHA على الأقل) وزيت الكتان (1000 مليغرام على الأقل) في الوجبات التي يتناولها.

 

استراتيجيات معالجة إلتهاب الجفن

 

ينجح تنظيف العين الروتيني (باستعمال الكمادات الدافئة) والتقطير لترطيب العين، في معالجة حالات التهاب الجفن الخفيف. أما المصاب بالتهاب متوسط في الجفن، فبالإضافة إلى تنظيف العين الروتيني واستعمال قطرات الترطيب، قد يحتاج إلى أدوية من أمثال الدوكسي سيكلين والفيبراميسين لمدة معيّنة. وفي بعض الحالات، تضاف إليها لفترة قصيرة، قطرات المضادات الحيوية وقطرات الستيرويدات التي تساعد العين على التحسّن سريعاً. كما ينفع المريض تغيير نمطه الغذائي ليشمل كمية أكبر من الأوميغا 3 ومن زيت الكتان. وأخيراً، في حالات التهاب الجفن الحادة، يتمّ أولاً وصف مرهم يحتوي على المضادات الحيوية وقطرات الستيرويدات لتُستعمل طوال عدة أسابيع. كما يتناول المريض الدوكسي سيكلين أو الفيبراميسين، وهي مضادات حيوية، طوال عدة أشهر. بالإضافة إلى ذلك، على المصاب بالتهاب الجفن تنظيف عينيه وتقطير قطرات الترطيب وتناول الوجبات الغنية بالأوميغا 3 وبزيت الكتان بشكل روتيني. ويبقى من الممكن عند الحاجة العودة إلى تناول الدوكسي سيكلين واستعمال قطرات الستيرويدات لمدة قصيرة، وذلك إضافة إلى العلاج الأساسي، بغية الحدّ من تفاقم حالة المريض. وفي بعض الحالات يضطر الطبيب على اعتماد حلول أكثر قوة وقساوة لمعالجة جفاف العين (مثل استعمال السيكلوسبورين الموضعي).