احجز الآن

+ 961 1 759637

الذهن الصافي في البصر الصافي
زرع القرنية

ما هي القرنية؟

 

القرنية هي جزء من العين يقع في وسطها وعلى سطحها ويكون عادة شفافاً. إلا أن بعض الإصابات أو الأمراض أو المشاكل الصحية الأخرى قد يسبّب تعكّراً فيها مولّداً صعوبة في الإبصار. ويكمن الحلّ، في بعض الحالات، في إزالة جزء من القرنية أو القرنية بأسرها واستبدالها بنسيج قرنية مستخرج من شخص متبرّع. وهذا ما يسمى بزرع القرنية.

مراجعة الصور

 

هل استعمال نسيج قرنية من متبرع أمرٌ سليم؟

 

يُعتبر استعمال نسيج قرنية من متبرع إجراءً سليماً. فقبل إجراء أية عملية لزرع القرنية، تتم مراجعة سجل المتبرع الطبي بتمعّن للاطلاع على سوابقه، كما يخضع كل متبرع لاختبار الدم بهدف التأكد من عدم وجود أي التهاب. وإذا ورد شكٌّ، ولو بسيط، في سلامة إجراء العملية، يستخدَم النسيج في البحث الطبي عوضاً عن زرعه في عين المريض.

 

ما هي الأسباب المؤدية إلى زرع القرنية؟

 

تتعدّد الأسباب التي قد تؤدي إلى إجراء عملية زرع القرنية وتشمل ما يلي:

  •  الضرر الخارجي:
  • تُلحق أحياناً إصابة ما ضرراً جسيماً بالقرنية فلا تتعافى هذه الأخيرة كما يجب. وبما أنّ القرنية تؤدي دوراً أساسياً في الإبصار، قد تقلّص أية إصابة، ولو طفيفة، حدة البصر. لذلك، قد ينصح الطبيب بزرع القرنية لاستعادة المريض بصره. الضرر لداخلي:

قد تتسبّب جراحة  العين الداخلية، مثل جراحة إزالة الماء الأبيض، بإصابة في بطانة القرنية، أي الخلايا التي تكسو طبقتها الخلفية. ويؤدي ذلك إلى تورّم القرنية وتعكّرها (pseudophakic bullous keratopathy). وفي هذه الحالة، يتم اللجوء إلى زرع القرنية، غالباً ما يكون بالتحديد زرعاً جزئياً للغشاء الباطني للقرنية.

  • الإلتهاب وبعض المشاكل الصحية:

بسبب بعض الإلتهابات، ومنها الإلتهابات الجرثومية الناتجة عن استعمال العدسات اللاصقة أو عن أسباب أخرى، وفيروس الهربس (herpes virus) وغيرها، تتضرّر القرنية ولا تعود تتعافى.

  • أمراض القرنية المتأصلة:

بسبب المشاكل الصحية، مثل القرنية المخروطية (keratoconus) ومرض فوكس (Fuchs endothelial dystrophy)، تتصف القرنية في بعض الحالات بالرفيعة والمتعكّرة أو تعاني من مشاكل أخرى. ويقوم العلاج الوحيد على استبدال جزء من القرنية أو القرنية بأسرها.

عندما تصاب القرنية بالتمخرط، تصبح رفيعة وضعيفة وتنفر لتتخذ شكل مخروط، فتسبب صعوبة كبيرة في الإبصار. وقد لا يكفي، في هذه الحالة، استعمال النظارات، بل يتمّ اللجوء إلى علاجات أخرى تشمل استعمال العدسات اللاصقة الصلبة (RGP hard lenses) أو العدسات اللاصقة الهجينة (hybrid lenses) أو غرز الحلقات (intracorneal ring segments) أو إجراء عملية تصليب القرنية أو اللجوء كعلاج أخير إلى زرع القرنية.

[رابط: لمحة عن القرنية المخروطية على موقع www.doctorawwad.com ]

أما مرض فوكس فهو مشكلة وراثية تدفع القرنية إلى امتصاص المياه تدريجياً مع تقدّم السنّ بسبب خلل في الخلايا التي تكسو طبقة الباطنية في القرنية، أي الخلايا البطانية (endothelial cells). ويؤدي ذلك إلى تقلّص جودة القرنية الإجمالية وشفافيتها، وبالتالي إلى تراجع البصر. ويبقى هذا المرض عادة خفياً في العمر المبكر، ثم يبدأ بالظهور مع تقدّم السنّ. وغالباً ما يتم إجراء زرع للغشاء الباطني للقرنية لمعالجة هذه المشكلة (بأسلوب DMEK أو بأسلوب Ultrathin DSEK ). (مراجعة الصورة)

 
Full thickness corneal transplantation.jpg
Types of Corneal Transplantations
The cornea & the rest of the ocular structures
جراحة زرع القرنية
كيف يتم زرع القرنية؟

عند إجراء زرع للقرنية بسماكة كاملة (أي رأب القرنية النافذ)، قد يخضع المريض لتخدير عام فيكون "نائماً" أو لتخدير موضعي بحيث يبقى المريض مستيقظاً ولكنّه لا يشعر بالجراحة. يستأصل الجراح جزءاً من قرنية المريض، تاركاً ثغرة دائرية في هذه الأخيرة. وقد يختار الجراح تقنية ليزر الفيمتو ثانية (femtosecond laser) لهذا الغرض. ثم يستأصل الجراح جزءاً من قرنية المتبرع ويغرز هذا الجزء في الثغرة المرسومة في قرنية المريض، وأخيراً يثبّت نسيج القرنية باستعمال خيوط صغيرة جداً. أما بعد انتهاء الجراحة، فلا يجب أن تتعرّض العين إلى أي ضغط، حتى أنّه من المستحسن ألا تتعرض البشرة حولها لأي لمس أو فرك. كما يوضَع درع للعين ليلاً لعدة أشهر بغية حمايتها، ويساهم وضع النظارات أو النظارات الشمسية في حمايتها نهاراً. ويصف الطبيب للمريض الستيرويدات وقطرات للعين تحتوي على مضادات حيوية، فيستعملها لعدة أشهر بعد انتهاء الجراحة. من دون هذه الأدوية، قد ترفض العين نسيج القرنية المزروع أو تصاب بالتهاب. ومن المفترض أن يتحسّن بصر المريض شيئاً فشيئاً بعد الجراحة، وقد يبلغ حدّه الأمثل بعد مرور ما بين ستة أشهر وسنة واحدة على عملية الزرع. وعند الحاجة، تتمّ إزالة بعض الخيوط أو كلّها بعد مرور ما بين 10 و12 شهراً على الجراحة بغية تحسين البصر.

أما إذا كانت المشكلة الأساسية تطال طبقة القرنية الورائية (إي إذا كانت طبقة الخلايا البطانية ضعيفة لا تضخّ الماء خارج القرنية)، فمن الممكن إجراء زرع لبطانة القرنية عوضاً عن زرع للقرنية بسماكة كاملة. في هذه الحالة، ينخفض خطر رفض العين للزرع ويستعيد المريض بصره بشكل أسرع. وتستلزم هذه الجراحة أيضاً تبرّع شخص بقرنيته، إلا أنّ الطبقة الباطنية منها تُستعمل فحسب. فيشرّحها الجراح، ثم ينزع الطبقة الباطنية من قرنية المريض عوضاً عن نزع القرنية بأكملها. وبعد ذلك، يُدخل الجراح الطبقة الباطنية من قرنية المتبرع، والمتضمنة خلايا سليمة، في عين المريض ويوصلها بقرنية هذا الأخير من خلال فقاعة من الهواء. تضغظ هذه الفقاعة على نسيج القرنية المزروع لكي يلتحم بقرنية المريض. وبعد مرور يومين على الجراحة، تختفي فقاعة الهواء من عين المريض من تلقاء نفسها. وتتم كل هذه العملية من خلال شقٍّ صغير جداً في القرنية وتحت تأثير تخدير موضعي.

وأخيراً، إذا كانت المشكلة تكمن في الجزء الأمامي من القرنية من دون أن تطال الجزء الخلفي منها، يمكن استئصال هذا الجزء الأمامي واستبداله بزرع جزئي. يخضع لهذا العلاج مثلاً المصابون بالقرنية المخروطية أو أشخاص لديهم ندبات على سطح القرنية عميقة عمقاً يمنع إزالتها بالليزر. وتسمى هذه العملية بالإنكليزية إما superficial keratoplasty أو  deep anterior lamellar keratoplasty، بحسب عمق الزرع.

 
 

 

Types of Corneal Transplantations
ما هي نسبة نجاح زرع القرنية وسلامته؟

تنجح عمليات زرع القرنية في أغلب الأحيان عند إجرائها على مرضى يعانون من القرنية المخروطية أو مرض فوكس أو خلل وظيفي بطاني أو ندبات في القرنية أو من أيّ من معظم أمراض القرنية. إلا أن نسبة النجاح تنخفض بالنسبة للمصابين بالتهاب في القرنية أو بإصابة بالغة مثل الحرق الكيميائي. وفي بعض الحالات القليلة، يرفض جهاز مناعة المريض نسيج القرنية المزروع على الرغم من نجاح العملية وأخذ المريض الأدوية بشكل صحيح. أما نسبة خطر الرفض في خلال فترة ما بين 5 و10 سنوات بعد إجراء الزرع في سنّ مبكر، فتبلغ حوالي 5 في المائة. وقد يستحيل، في حالات أخرى، على القرنية المزروعة التأقلم مع محيطها الجديد وتأدية دورها، الأمر الذي يتطلب إجراء زرع جديد للقرنية. بالإضافة إلى ذلك، عند إجراء زرع كلي أو جزئي للقرنية، تحتوي القرنية المزروعة أحياناً (في 8 في المائة من الحالات) على عيب بصري كبير (من أمثال قصر النظر أو الأستجماتيزم المنتظم وغير المنتظم) أو على لابؤرية ملحوظة غير منتظمة. لذلك، قد تتطلب حالة المريض وضع عدسات لاصقة صلبة (RGP hard lenses)  أو عدسات لاصقة هجينة (hybrid lenses). وأخيراً، قد يعاني المريض، مع مرور الوقت بعد الجراحة، من ارتفاع ضغط العين، فيعالَج باستعمال قطرات للعين مخفّضة للضغط. وإذا أصبحت هذه المشكلة مزمنة (وتسمى بالغلوكوما glaucoma)، يضطر المريض إلى استعمال أدوية مخفضة للضغط بشكل دائم.

 
ما بعد الجراحة

ما هي التعليمات لفترة ما بعد الجراحة؟

 

بعد الخضوع لجراحة زرع القرنية، على المريض تجنّب فرك عينه، كما عليه أن يلبس، لمدة شهر على الأقل، نظارات أو درعاً في النهار ودرعاً شفافاً عند النوم، لحماية عينه. ولمدة أسبوع كامل، لا ينبغي أن تتعرّض العين الخاضعة للجراحة للماء، كما على المريض الامتناع عن السباحة لمدة شهر واحد على الأقل. ومن المستحسن أن يحدّ المريض عمله ونشاطاته الاجتماعية لمدة حوالي أسبوع واحد، يعاود بعدها مزاولة نشاطاته اليومية العادية. كذلك، من الأفضل الابتعاد عن التدخين لمدة أسبوع  بعد الجراحة. أما الطريقة المثلى لتجنب المشاكل بعد الخضوع لجراحة زرع القرنية، فهي اتباع نصائح الطبيب بما فيها استعمال الأدوية الموصوفة والحضور إلى المواعيد للمتابعة. وتشمل الأدوية، في هذه الحالة، قطرات للعين تحتوي على مضادات حيوية وستيرويدات، يستعملها المريض بشكل متناقص طوال عدة أشهر. هذا وقد تتم إزالة الخيوط من القرنية بعد عدة أشهر أو عدة سنين من إتمام الجراحة، وذلك بحسب نوع الزرع الذي تمّ إجراؤه.

 

ما هي التوقعات بالنسبة للبصر بعد الجراحة؟

 

يتصف البصر على الأرجح بالمشوش بعد جراحة زرع القرنية، ثم يتحسّن تدريجياً على مرّ الأسابيع أو الأشهر. وبحسب نوع الزرع الذي أُجري ومع اختلاف الأشخاص، قد تستغرق استعادة البصر الكاملة أشهراً عدة أو حتى فترة تفوق السنة. لذلك، من الطبيعي ألا تبلغ العين الخاضعة للجراحة الحد الأمثل من الإبصار إلا بعد مرور أشهر عديدة على الجراحة. ومن ثم، في خلال فترة المتابعة وبعد فحص طبوغرافيا القرنية، قد تساهم إزالة خيط أو عدة خيوط، بطريقة منتظمة، في تحسّن البصر تحسّناً ملحوظاً. كذلك، قد يحتاج المريض إلى نظارات أو عدسات لاصقة لكي يبلغ الحد الأمثل من الإبصار. كما قد يخضع، عند الحاجة، لعملية تصحيح البصر بالليزر أو لزرع العدسات داخل العين بغية تحسين البصر أو إصلاحه.

 

هل من بديل لنسيج القرنية المتبرَّع به؟

 

في حالات خاصة، أي عند تعرّض المريض لبعض أنواع الحروق الكيمياوية مثلاً أو عند الفشل المتكرر لزرع القرنية أو رفض جهاز المناعة الزرع مراراً، يمكن اللجوء إلى زرع قرنية إسطناعية، مثل قرنية بوستون كاي برو (Boston Kpro) وغيرها، في وسط القرنية.