احجز الآن

+ 961 1 759637

الذهن الصافي في البصر الصافي
قصوّ البصر الشيخوخي

 

ما هو قصوّ البصر الشيخوخي (Presbyopia)؟

 

يسمح تصميم العين الطبيعي بالرؤية عن بُعد، بينما يستثني الأجسام القريبة من التركيز البؤري. لذا، بغية الإبصار عن قرب، تبذل العين جهداً إضافياً، فتشدّ العضلات الهدبية وتغيّر شكل العدسة البلّورية لتزداد تحدّباً. وهكذا تلوي أشعة الضوء كثيراً وتعكس صورة الجسم القريب على الشبكية. والجدير بالذكر أنّ الكاميرا اعتمدت آلية العمل هذه نفسها، فهي مصمَّمة أصلاً لالتقاط الصور الجميلة عن بعد. أما عند تصوير أجسام قريبة منها، فتلجأ الكاميرا إلى الضبط البؤري الأوتوماتيكي (autofocus) من خلال أسلوب التصوير الماكرو (macro mode).

وقصوّ البصر الشيخوخي هو عيب اعتيادي يظهر مع تقدّم الأشخاص في السن، ويولّد صعوبة في الضبط البؤري عند النظر إلى أجسام قريبة، وذلك بسبب ضعف عضلات عدسة العين الطبيعية. وغالباً ما يظهر هذا العيب بعد عمر الأربعين ويتفاقم تدريجياً حتى عمر الستين. وبالتالي، يضطر المصاب بقصوّ البصر الشيخوخي على ارتداء النظارات لتحديد الوقت البائن على ساعته، ولقراءة الرسائل على هاتفه النقال وكتابتها، ولقراءة الجريدة، ولاستعمال الحاسوب. [مراجعة الصور]

 

 

مقارنة بين قصوّ البصر الشيخوخي وعيوب الإبصار الأخرى

 

يصيب قصوّ البصر الشيخوخي كلّ شخص بعد بلوغه عمر معيّن هو في العادة عمر الأربعين. فمن يبصر جيداً عن بعد أو يعاني من عيب في الإبصار عن بعد (مثل قصر النظر أو بعده أو الأستجماتيزم) سيُصاب بقصوّ البصر الشيخوخي، وتختلف حدة هذا الأخير بين شخص وآخر. فقد يحتاج الأشخاص الذين لا يعانون من أي عيب في الإبصار عن بعد (أي الذين يتمتعون بسداد النظر) إلى نظارات تبلغ درجاتها حوالي +1,00 ديوبتري بين عمر الأربعين والثانية والأربعين، و+1,50 ديوبتري في عمر الخامسة والأربعين، و+2,00 ديوبتري في عمر الخمسين، و+2,50 ديوبتري في عمر الخامسة والخمسين، و+3.00 ديوبتري في عمر الستين.

أما المصابون بقصر النظر، فتتصف المسافة البؤرية في أعينهم بالقصيرة، ولا يبذلون إذاً أي جهد للإبصار عن قرب، بينما تبدو الأجسام البعيدة مغبشة بالنسبة لهم. لذا، حين يصاب أي منهم بقصوّ البصر الشيخوخي، تزداد بالنسبة له القراءة عن قرب سهولة حين لا يرتدي النظارات المصححة لقصر النظر، فهي تصحّح قصر النظر وتلغي بالتالي قدرته على الإبصار جيداً عن قرب. من هنا، يضطر المصاب بقصر النظر والذي يرتدي العدسات اللاصقة، إلى استعمال النظارات المصححة لقصوّ البصر الشيخوخي بعد إصابته بهذا العيب، بغية التمكن من الإبصار جيداً عن قرب.

وأخيراً، يعاني كلّ مصاب ببعد النظر من صعوبة في الإبصار عن قرب، فالأجسام القريبة تبدو له مغبشة أكثر منها البعيدة. وحين يصاب بقصوّ البصر الشيخوخي، تظهر حاجته لتصحيح أقوى مما يحتاج إليه شخص آخر من العمر نفسه يبصر جيداً عن بعد. وعلى سبيل المثال، إذا كانت سيدة، تبلغ من العمر ستين عاماً، تحتاج إلى نظارات بدرجة +3,00 ديوبتري لتصحيح رؤيتها عن بعد، توصَف لها درجة +6,00 ديوبتري لتصحيح رؤيتها عن قرب. أما سيدة أخرى من العمر نفسه وسالمة من أي عيب في الإبصار عن بعد، فلا تحتاج إلا لنظارات بدرجة +3,00 ديوبتري لتصحيح رؤيتها عن قرب (ولا يلزمها أي تصحيح للرؤية عن بعد).

 

 

Presbyopia schematic diagram
Presbyopia simulated vision
العلاجات

العلاجات المتوفرة لعيب قصوّ البصر الشيخوخي

 

يعالج قصوّ البصر الشيخوخي إما بتقنيات البصريات أو بالجراحة. فمن جهة أولى، ولمعالجته بتقنيات البصريات، يتمّ وصف النظارات الثنائية البؤرة أو النظارات المترقية (progressive glasses)، وهي نظارات يصمَّم وسط العدسة فيها ليصحّح الرؤية عن بعد، ثم تزداد تحدباً (أي ترتفع طاقة العدسة الموجبة) من وسطها إلى طرفها الأسفل بغية تصحيح الرؤية عن قرب. يكمن أساس هذا التصميم في أنّ المرء يوجّه نظره إلى الأسفل عند القراءة عن قرب (قراءة الجريدة واستعمال الهاتف النقال)، ويميله نحو الأسفل بدرجة أصغر عند نظره إلى أجسام متوسطة البعد (استعمال الحاسوب)، ويقوّمه للإبصار عن بعد. (ولا يخلو هذا الواقع من بعض الاستثناءات، تُصمَّم النظارات لتلائمها.) كذلك، حقّقت العدسات اللاصقة المتعددة البؤر عدداً من النجاحات في معالجة المصابين بقصوّ البصر الشيخوخي.

ومن جهة أخرى، تتعدد الجراحات التي قد تعالج قصوّ البصر الشيخوخي، وتختلف نسب نجاحها الواحدة عن الأخرى. وأول الاحتمالات هو زرع نسيج في القرنية (corneal inlays)، مثل نسيج كمرا KAMRA ذات الفتحة الصغيرة. يناسب هذا العلاج المصابون الذين لا يعانون من أية مشكلة أخرى في العين والذين تتفاوت أعمارهم بين 45 و66 عاماً. وتقوم هذه الجراحة على زرع نسيج مدوّر ورقيق في العين غير السائدة، ليساهم الثقب الذي يتوسّطه في تحسين الرؤية عن قرب وعن بعد متوسط، من دون أن يخلّ بقدرة الإبصار عن بعد. كما قد يخضع المريض لجراحة الليزك الأحادي الرؤية الشامل أو الجزئي (full or partial LASIK monovision)، وهي تهدف إلى تصحيح الرؤية عن بعد في العين السائدة، وزيادة قدرة الإبصار عن قرب حدّةً في العين الثانية. وهكذا، عندما يفتح المريض عينيه الاثنتين، يتمكّن من رؤية الأجسام القريبة كما البعيدة. فضلاً عن ذلك، قد يخضع المريض لجراحة الليزك المتعدد البؤر (PresbyLASIK) الذي يستخدم الليزر ليجعل من قرنية المريض قرنيةً متعددة البؤر ويحسّن بالتالي الرؤية عن بعد كما عن قرب. وأخيراً، من أصيب بالماء الأبيض، ولو بدرجة بسيطة، يستطيع الخضوع لجراحة إزالة الماء الأبيض، تُزرع من بعدها عدسة متعددة البؤر (trifocal intraocular lenses) أو عدسة أخرى داخل العين بغية تحسين الرؤية عن بعد كما عن قرب. ويبقى الأهم أن يعي المريض أنه لن يشفى كلياً من قصوّ البصر الشيخوخي مهما اختلفت العلاجات. فالعلم لم يوفّر بعد علاجاً يقصيه، ولكنّه يقدّم طرقاً لتقليص هذا العيب وتحسين حالة المريض، وذلك بشكل جذري أحياناً.